اولا :- اهمية دراسة الشائعات :
تهتم الدول والحكومات بدراسة الشائعات وكذلك العوامل المختلفة التي تساعد علي ترويج الشائعه و عن الدوافع التي تكمن وراء هذة الشائعه
ولا تقف جهد الحكومات والدول عند ذلك بل توجه سياسات البحوث فيها الي دراسة اثار الشائعات من الناحية السلبية والايجابية ويقصد بالايجابية استخدام الشائعة ضد العدو ومصلحة الوطن اما الناحية السلبية فيقصد بها تاثير شائعات العدو علي انخفاض الروح المعنوية القومية
وتاثير تلك الاخيرة علي الاقتصاد القومي اذا اكدت الكثير من البحوث المسحية ودراسة مركز العلاقات الصناعيه وعلي المستوى القومي في دراسات المركز القومي للبحوث الاجتماعيه والجنائية بمصر ان الروح المعنوية العالية ترتبط بزيادة الانتاج وان الروح المعنوية المنخفضة ترتبط بانخفاض انتاج الفرد ولا يقف اهمية دراسه الشائعة عند تاثيرها علي مستوى الروح المعنوية بل لما تحدثه من تفكك بين افراد الجماعه الواحدة مثل ( حاله الجنود الهنود عند مواجهتهم للثوار عندما بثت بينهم شائعة ترتبط بقيمهم ومعتقداتهم وادى ذللك الي تفككهم اما الثوار)
بالاضافه فان بحوث علم النفس الاجتماعي قد اشارات الي ان الجماعه المفككة تقل في انتاجيتها عن الجماعه المتماسكة
وتبرز اهمية دراسة الشائعة انها قدة تستخدم لتقوية موقف او مركز الدولة في الظروف العصيبة فتستخدم الشائعة ضد شائعة اخرى والهجوم المضاد بشائعه لتفويض شائعه اخرى يحتاج الي المزيد من البحوث والدراسات .
ثانيا :- تعريف الشائعة :
يعرف ألبورت وبوستمان مصطلح "الشائعة" أنها كل قضية "أو عبارة نوعية مقدمة للتصديق وتتناقل من شخص إلى شخص ، عادة بالكلمة المنطوقة ، وذلك دون أن يكون هناك معايير أكيدة للصدق. ويضيف ألبورت وبوستمان إلى أن أداة النقل فى العادة تكون الكلمة المنطوقة كما أنها أحياناً ما تظهر فى الصحف والمجلات أو تجد طريقها إلى موجات الإذاعة . وتدور الشائعة دائماً حول أحداث أو حول شخصيات.
ويقول ألبورت وبوستمان أن ما يتسم به تعريفنا هذا يتركز فى تأكيده على أن الشائعة تزدهر فحسب فى غيبة "المعايير الأكيدة للصدق" ، لأن تلك المعايير تفرق بين الشائعة والخبر ذلك الذى يكون فى متناول الجميع من القراء فى جريدة أو مجلة ما. وهذا الخبر عندما أرويه لصاحب فابتعد عن الخبر الأصلى كما نشر فى الجريدة فثمة شائعة بدأت. أما شارلز أنندال فيعرف الشائعة بأنها عبارة عن "رواية تتناقلها الأفواه دون أن تركز على مصدر موثوق يؤكد صحتها".
ويقدم الدكتور أحمد زيد يقدم تعريفين للشائعات يذهب الأول إلى أن الشائعة هى تلك المعلومات والأفكار التى يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها. الثانى فيذهب إلى أن الشائعة هى الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع أو هى المبالغة والتى تكون فى سرد خبر يحتوى جزءاً ضئيلاً من الحقيقة.
ويتفق دكتور أحمد أبو زيد مع ألبورت وبوستمان بأن الشائعة تنتقل من خلال النكتة ، أو الحركة التعبيرية ، ويضيف بأنها تهدف إلى التأثير على تفكير الإنسان.
ويقدم جيمس دريفر تعريفا للشائعة فيقول : إن الشائعة عبارة عن قصة غير متحقق منها تنتشر فى المجتمع ويزعم فيها حدوث واقعة معينة.
وهناك تعريفاً آخر للشائعة بأنها فكرة خاصة يعمل رجل الدعاية على أن يؤمن بها الناس كما يعمل على أن ينقلها كل شخص إلى الآخر حتى تذيع بين الجماهير. وإذا استخدمت الشائعات فى أيام الحرب فأنها تعتبر من اسلحة الحرب النفسية لأنها تثير عواطف الجماهير ، وتعمل على بلبلة الأفكار . إذا ما استخدمت بعيداً عن ميدان القتال فتسمى الهمس كذلك فانها إذا استعملت بدون قصد فتسمى ثرثرة أو دردشة .
ونجد التعريفات السابقة للشائعة ترتكز على أن الشائعة هى النوادر والطرائف التى تنقلها الأفواه دون التثبت من صحتها وهى أخطر أسلحة الحرب النفسية. وفى بحث سيكولوجية الشائعات فى المجتمع المصرى تم التعريف باراز جوانب فى الشائعة مثل ( الغموض – التردد – الموضوعات – الخصائص).
ثالثا: دوافع نشر الشائعة لدى الأفراد : -هام جداً
هناك دوافع متعددة تكمن وراء نشر الأفراد للشائعة وهذه الدوافع هى.
1- جذب الانتباه :- أى جذب الانتباه إلى شخص المتكلم نفسه فيقوم بإلقاء الشائعة واضعاً فى الاعتبار رفع مكانته ومنزلته فى عيون الآخرين وليجعلهم يشعرون بمكانته ومركزه أو أنه عليم ببواطن الأمور أو يقول إنى أعرف شيئاً أنت لا تعرفه.
2- الإسقاط :- حيث يشعر الفرد عندما يقوم بنقل الشائعة أنها تبعده عن المخاوف ونجده يسيطر عليها والمثال على الإسقاط الذى ظهر بشكل معقد فى شائعة من شائعات الحرب العالمية الثانية والذى اتسم معظمها بطابعها العدائى ضد اليهود ومكتب التسعيرة والزنوج ورجال البحرية.
3- العدوان :- فيقوم الشخص فى موقف من المواقف ونتيجة لعلاقات معينة بينه وبين شخص آخر بنشر شائعة ضد هذا الشخص وتحمل هذه الشائعة فى طياتها إيقاع الأذى أو التشهير بالشخص الآخر.
4- بعث الثقة والاطمئنان فى النفس :- وفى ذلك يقوم ناشر الشائعة بترديدها بهدف إشراك غيره فى مقاسمته حمل العبء فى اكتساب عطف الآخرين.
5- تقديم المعروف والجميل :- كذلك قد تنتقل الشائعة من شخص إلى آخر بهدف تقديم المجاملة الودية.
6- الميل إلى التوقع أو الاستباق :- إذ تبلغ الشائعة ذروتها عندما يكون المرء متوقعاً شيئاً خطيراً بعد طول انتظار.
رابعاً : الدراسات المصرية عن سيكولوجية وسوسيولوجية
للشائعات :-
دراسة سوسيولوجية اجتماعية للشائعات فى قرية مصرية :-
قام بها الدكتور (محمود شحات) وهدفت الدراسة إلى الكشف عن الجوانب الاجتماعية لهذه الظاهرة فى قرية بمحافظة البحيرة وبلغ عدد عينة هذه الدراسة 263 رجلاً و332 إمرأة و306 طفلاً وتراوحت أعمار الرجال 18 سنة و 50 سنة وبالنسبة للتعليم 79% أميين و 21% متعلمين و71% يعملون بالزراعة و 28 % يعملون بوظائف حكومية وأغلبهم فى مستوى اقتصادى أقل من المتوسط. كما شملت عينة الدراسة أيضاً أفراد يمثلون عينة المؤسسة من العاملين بالمدينة وبلغ عددهم 174 ذكوراً و50إناثاً ووصف الباحث فى رسالته للدكتوراه خصائص هذه العينة بالنسبة (للسن والتعليم والمهنة والمستوى الاقتصادى) وقد استخدم الباحث فى هذه الدراسة اختبارا سيوسمتريا واستبيانا لقياس الشائعة وأهتم باستبيان الشائعة بالقرية بآخر شائعة سمعها الفرد فى القرية وسمعتها من من قريبك ولا جارك ولا صديقك ؟ وهل صدقتها ؟ وليه ؟ .
بالنسبة للنتائج: توصلت الدراسة للعديد من النتائج هى
( أ ) كانت الإجابة على سؤال :- إيه اللى بيخلى الناس تطلع شائعات وتتكلم على بعض؟ ويتمثل فى النواحى التالية
· انتقاد تصرفات غير سليمة 55% (رجال) و 17% (نساء)
· دردشة وقضيان وقت 3% (رجال) 21% (نساء)
· ندى قيمة أو مركز 9% (رجال) 0% (نساء)
· غيرة وحقد 3% (رجال) 57% (نساء)
· نقص معلومات 22% (رجال) 0% (نساء)
(ب) كانت مصادر نقل الأخبار بالقرية رداً على سؤال منين بتعرف الأخبار فى القرية وفى المدينة؟
· الجرايد 13% (القرية ) 9% (المدينة)
· الإذاعة 30% (القرية ) 24% (المدينة)
· الشائعة وكلام الناس 57% (القرية) و67% (المدينة)
(ج) بالنسبة للمصدر الذى يصدقه الفرد أكثر يتضح فيما يلى :
· الجرائد 17% (القرية ) و26% (المدينة)
· الإذاعة 48% (القرية) و 32% (المدينة)
· الشائعة وكلام الناس 35% (القرية) و 42% (المدينة)
النتائج المستخلصة من هذه الدراسة كانت
1- أن أسباب نشر الشائعات فى نظر الرجال هو انتقاد تصرفات غير سليمة كذلك نقص المعلومات أما أسباب نشر الشائعات لدى الإناث فيرجع للحقد والغيرة والدردشة وقضيان الوقت.
2- أن مصدر الأخبار الرئيسى فى القرية هو الشائعة وكلام الناس كذلك الأمر فى المدينة. ويلاحظ على هذه الدراسة عدم حساب دلالة الفرق فى النسب المئوية بين الذكور والإناث والقرية والمدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق